انتخابات النادي حالة صحية تحدث لأول مرة في القرية
انتخابات النادي حالة صحية تحدث لأول مرة في القرية
إن ما يحدث من تجاذبات إعلامية وصراع بيانات وتنافس انتخابي على غرار الحرب الباردة التي حدثت بين الولايات المتحدة الأمريكية و (الاتحاد السوفييتي – روسيا) في اعقاب الحرب العالمية الثانية منتصف الأربعينات من القرن الماضي. حيث استغل كل طرف الفترة هذه في تقوية داخله الاجتماعي والسياسي والجانبين الاقتصادي العسكري على وجه الخصوص، حتى باتت الدولتين اليوم تمثلان قوتان عظميان في العالم.
وهذا ما يشبه بشكل ما الحاصل اليوم في وسائل الاعلام الاجتماعي بالقرية بين طرفي سباق الانتخابات للفوز بمقاعد إدارة نادي المعامير الثقافي والرياضي. فكل جهة تسعى لفرض رؤيتها وتحاول اجتذاب أصوات الناخبين إلى صفهم عبر ما يثار من مواضيع وأمور تخص النادي أو برامج المرشحين وأهدافهم التي سيسعى الجميع إلى تحقيقها على ارض الواقع لمصلحة النادي والأهالي على الصعيدين الثقافي والرياضي.
وهذا التنافس الجديد لا يستسيغه الكثير من الأهالي لأنهم ليسوا معتادين عليه طوال السنين الماضية على مستوى مؤسسات القرية الرسمية وشبه الرسمية فهم معتادون على مؤخرا على الفوز بالتزكية أو انتخابات بلا صخب اعلامي أو حتى خبر صغير تتناقله أفواه الناس بالمجالس والتجمعات الأهلية، وبطبيعة الحال أغلب الناس يرفضون كل حالة جديدة تطرأ على مجتمعاتهم التي كانت منذ الأزل راكدة تراوح مكانها بلا تقدم أو تطور أو دافع يدفعها إلى الأمام قليلا.
“من تشابه يوماه فهو مغبون” بما هو مضمون هذا الحديث الشريف لو طبقناه على واقعنا فإننا نعيش سنوات متشابهات لا أيام، لهذا فنحن مغبونون جدا، بلا تغيير ولا تحديث في أسلوب الخدمة الاجتماعية ولا تنافس شريف بين العاملين للوصول إلى اعلى مستويات الخدمة الاجتماعية في القرية، فقط بسبب أن التنافس من هذا النوع قد يؤدي إلى فتنة!، تسابق الناس إلى العمل الخيري ليس فتنة.
التنافس الحاصل اليوم هو بذرة التطور، وبذرة تحول المجتمع من حالة الركود والخمول إلى حالة الحركة والنشاط، إلى حالة الصعود نحو قمة العطاء الإنساني نحو مجتمعه الذي يعيش في وسطه، فقط نحتاج أن نعرف كيف نتنافس تنافسا شريفا، ولأننا في أول الطريق فسوف نسقط في أخطاء ربما تكون كبيرة، لكن يجب مواصلة الدرب حتى الوصول إلى الهدف المنشود وهو تحريك المجتمع نحو العمل المؤسساتي في القرية عبر تشجيع التنافس ودعم الناس لهذا االمشروع.
فالإنسان الذي يسير بقدم واحدة يتعب سريعا، ويكل ويتخلى عن مبتغاه، لكن من يسير بقدمين، تسابق إحداهما الأخرى، يصل مبتغاه ولو بعد حين. هذا ما يجب أن يكون عليه التنافس في انتخابات مجلس إدارة نادي المعامير الثقافي والرياضي، قدمان تتنافسان في السير لهدف واحد، ولا ننسى أن القدمين هما في الأصل ينتميان إلى جسد واحد.
أبو منار
30 يونيو 2017
2 comments
مقال قمة الروعة ويحكي واقع يحتاج لتزيين عقليات بزينة التطوير .. وتحريك الأدمغة المتشبثة بالزمن القديم والذي لا يحتاجه الناس في حاضرنا، بسبب الإنعكاسات الفكرية بين جيل متعصب لفكره مع اجيال مختلفة التفكير تسعى لمواكبة التطور.
رغم ردي هذا .. فأني ارفع القبعة للشخصيات البارزة من الجيل الماضي والتي واكبت امور الدنيا وطورت من نفسها وانعكس هذا التطور على القرية ليقدموا خدماتهم الكبيرة بمقابل او من غير مقابل.
السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صل على محمد وآل محمد
ذكرتني أخي العزيز أبو منار بأيام (منتدى المعامير) بمدونتك التي للتو رأيتها متمنيا لك التوفيق فيها
بالنسبة لموضوعك المتميز عزيزي جعفر
شخصيا لم أتدخل في مسألة الإنتخابات ولو أني أتابعها بحسب توفر المواضيع لا بالبحث عنها , نعم حبيبي جعفر يراد لنا أن نتفهم الأمور بشكل أوسع وأن يكون التنافس وإن اشتد بروح رياضية متقبلة للنتائج , العجيب في الأمر أن كل المتقدمين للإنتخابات أعزاء على قلوبنا دون استثناء أحد منهم لذا يكون الإبتعاد أحيانا عن التجاذبات أفضل للصلة والمودة بالنسبة لي شخصيا هذا من جانب ومن جانب آخر ( أنني هرمت ) 🙂
أتمنى أن تنتهي هذه الإنتخابات المشتدة بروح ودية مهما كانت النتائج
هذه خلاصة مختصرة وإن كان في القلب ما يجب أن يباح به
محبكم
الميرزا جعفر آل عباس