طلائع الإستعداد لتقبل المحاسبة والانتقاد

طلائع الإستعداد لتقبل المحاسبة والانتقاد

من المعلوم لدى الجميع أن أغلب المترشحين لعضوية مجلس إدارة النادي قد أعلنوا عن برامج انتخابية ووعود ومشاريع ستتم المحاولة لتنفيذها حال حصول المرشح على عضوية مجلس الإدارة للدورة القادمة التي ستستمر لمدة أربع سنوات. ومن هذا المنطلق سيتحتم على الفائزين العمل الجدي لأداء واجباتهم تجاه مشاريعهم وبرامجهم التي طرحوها مسبقا، والتي جعلت أعضاء الجمعية العمومية يصوتون لهم ويوصلونهم إلى مقاعد عضوية الإدارة في النادي، سواء كان التصويت حسب البرامج والأهداف أم لسبب آخر، لأنه أن أهمل في عمله ستتم محاسبته وانتقاد اهماله وكسله، فهو مضطر – بشكل ما – لأن ينجز شيئا مما وعد، أو كل ما وعد.

وهذا يؤسس إلى مرحلة جديدة من تقبل العاملين في القطاع التطوعي سلطة النقد والانتقاد والمحاسبة على الأداء العملي للعاملين أو للعمل نفسه. فنحن بقينا سنينا طويلة نسمع النقد ونرسل الانتقاد ولكن لا يوجد أي تغيير، لا في العمل ولا هكيليته ولا في طريقة تعاطي العاملين مع هذه الانتقادات والملاحظات، الحسنة واللاذعة، البناءة والهدامة، فإءن العاملين في السلك التطوعي سواء عند النقد البناء او الهدام، فالمدح والاطراء، مرحب به أيما ترحيب. “رحم الله من أهدى إليّ عيوبي” كما قيل في الأثر.

اليوم، أو لنقل بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس إدارة النادي، فالإدارة ستكون أولا في مرمى سهام الانتقاد – وتصيد الأخطاء أحيانا – قبل أن تكون في مرمى الدعم والمساندة، فالمنافسة بين طرفين أو ثلاثة أو أكثر – ناهيكم عن منافسة النفس لذاتها – هذا هو ديدنها، تصيد الأخطاء واطلاق سهام الانتقاد نحو الطرف المنافس. والذي من شأنه – وبلا شك – أن يطور من العمل ويدفع به إلى مستويات أرقى واعلى تليق بطموحات أعضاء الجمعية العمومية وتطلعات الأهالي بخصوص النادي خاصة، والعمل التطوعي في القرية بشكل عام.

وكما ذكرت في مقالتي السابقة، بأن هذه الانتخابات، بتجاذباتها الاعلامية، مخاض عسير لمرحلة جديدة من العمل الاجتماعي بالقرية، وهي أيضا ولادة عصر جديد من طريقة تعاطي الطرفين ( الإدارة والناس ) لعملية الانتقاد. ولأن الإدارة الجديدة ستكون أول ضحايا العملية الانتقادية الجديدة، التي لم يعرفها المجتمع من قبل، فسيترتب عليهم تحمل الكثير من الضغط النفسي والاجتماعي ومزيدا من الطاقة لتحمل الانتقاد، الذي في غالب الأحيان سيكون لاذعا، لانتقاص خبرة ومهارة المجتمع لكيفية الانتقاد، وانتقاص خبرة الادارة في استقبال الانتقاد. وللناقد هدفان، غالبا، تقويم وتقييم الأداء، او تحبيط وتهبيط الأداء، وكلاهما يساهمان بشكل في رفع فاعلية الأداء وتطويره، للوصول إلى أعلى مراتب ومستويات الإنجاز.

أبو منار
5 يوليو 2017

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.