علاقات !!

علاقات !!

mooon

ما علاقة الحنين بالشتاء؟
وهل أن حرارة الصيف أكبر من نار الإشتياق؟
أم أن الأمر برمته تقليد لبعض أقوال الشعراء؟

‏ما علاقة الريح بالليل؟
أﻷن الناس نيام فيبدأ التجوال بارتياح؟
أم أنه في هذه العتمة يحمل رسائل العاشقين السهارى
ليوصلها للمشتاقين الحيارى؟

‏ما علاقة القمر بالعشاق؟
صخرةعملاقة معلقة بين السماء والأرض
كحال العشاق في الليالي
معلقين من الأعناق
بين العناق والفراق
غير أن القمر ﻻ يحس

‏ما علاقة القلم باﻷلم؟
حبر أسود ينساب بألق على ورق أسود
يحكي قصة الأوجاع في الليالي
يصرخ في الصمت بكل صمت
يرسم الدموع نجمات بلا ألق
بكل قلق

‏ما علاقة الحزن بالليل؟
أﻷن لونهما أسود؟
أم أن الوحدة قاسم مشترك آخر بينهما؟
أو الحزن قمر يشع في الليالي الحالكة؟
ما علاقة الحزن بالشتاء؟

‏ما علاقة الصبح بالأمل؟
هل هو التنفس؟ أم العمل؟
الأمل يحتاج إلى العمل،
يحتاج إلى أن يتنفس هواء نقيا
خاليا من بقايا ليلة سوداء مليئة باﻷلم

جعفر علي
25 يناير 2015

شتاء !!

شتاء !!

iceman

ليالي الشتاء الهادئة

الصاخبة الريح

مع صوت ارتطام الأبواب

وتدحرج علبة مياه غازية في الشارع

وهدير محرك سيارة تتهادى إلى المنزل ..

 

  • هذا ما أحبه في ليالي الشتاء !!

وفجأة !

لمع برق في السماء

ثم دوى صوت انفجار شديد

فولدت غيمة سوداء كبيرة .. المطر!!

لا شيء أجمل من المواليد الجدد

ناعمون كالحرير

صوتهم عذب ..

 

لو استقبلنا المطر كطفل جديد

لشعرنا بالنعمة أكثر

لوهبنا له وقتا أكبر

ونحن نحتسي الشاي

ننظر إليه يلعب في الشارع

ويلعب بالمارين ركضا تحته ..

 

هذا هو الشتاء الجميل

يعج بالحياة الهادئة

الصاخبة

يمتلىء بالدفء الجسدي

متجلببا بدفء المشاعر

محتضنا من يحبونه

يصب فيهم من دفئه الإلهي !

 

هذا الشتاء

رجل ثلج يقف في العراء

بكل الحب والوفاء

بوشاح أحمر وأنف برتقالي طويل

وعينين دائريتين بنيتين

وقبعة سوداء صغيرة

وابتسامة عريضة ..!

 

أبو منار

15 نوفمبر 2015

لماذا لا نقرأ!؟

لماذا لا نقرأ؟

Screenshot_2014-10-07-23-50-31_1

 

 

 

سؤال يجول في خاطري، ويؤرق ناظري، ويثقل صدري بحزن عميق، لماذا لا نقرأ؟ ما الذي سنخسره من القراءة سوى العلم والحضارة والثقافة والتطور الأخلاقي والمعرفي لنا ولأجيالنا القادمة؟ ما الذي سنجنيه بدون القراءة سوى الجهل والرجعية والتراجع العلمي والثقافي بين الأمم والشعوب القارئة؟

هنا أحاول أن أطرح بعض الإجابات التي من الممكن أن تكون حقيقية أو لا تكون شيئا، هي محاولة لقراءة واقعنا العربي عامة والبحريني خاصة، بخصوص علاقة الفرد العربي والكتاب الذي تنتهي علاقة السواد الأعظم من الشعب العربي به بمجرد حصوله على شهادة تخرجه من الدراسة وتحوله ألى سلك الوظيفة، وهو الذي لم يجهد نفسه يوما بقراءة كتاب غير دراسي مقرر له من قبل الجهة التعليمية، وأن حدث لم يتعد حدود تخصصه الدراسي.

الحديث عن الدراسة يؤدي بنا إلى الحديث عن المؤسسة التعليمية ودورها الفعال والكبير في تنشئة الفرد العربي على حب القراءة والتعود عليها وعدم التخلي عنها كإحدى العادات اليومية أو الواجبات الحياتية، ومدى أهمية القراءة في الحياة اليومية وتأثيرها الإيجابي في بناء المستقبل أكثر من نيل شهادة التخصص المراد دراسته، وذلك من خلال برامج وفعاليات مخصصة للقراءة والحث عليها تقام دوريا في محل الدراسة أو المؤسسة التعليمية ونشر ثقافة القراءة بين رواد المؤسسة من معلمين وطلاب علم، وغيرها.

لماذا لا نقرأ؟

ربما لأننا نخاف من اكتشاف بعض الحقائق التي قد تربك حسابات الحياة الخاصة أو العامة!، ربما نخاف من أن نكتشف أننا كنا – كل هذه السنين – نعتقد أشياء خاطئة لا أساس لها من الصحة، مثل نظرية داروين للتطور، التي ظللنا سنينا عديدة نعتقد أنه كان يقول بأن الإنسان أصله قرد!، بيد أنه في الحقيقة تقول النظرية بأن جميع الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة، وبعيدا عن اتفاقنا مع النظرية أو اختلافنا، إننا نخاف اكتشاف أن ما كنا نتندر به في مجالسنا الخاصة والعامة ليس حقيقيا تماما، وبالتالي نخاف أن نخسر شيئا قد يضحكنا للحظات، بالجهل. نعم بالجهل، الجهل الذي نخاف الخروج منه بالقراءة، الجهل الذي تراكم سنينا على عقولنا حتى حسبناه علما ومعرفة، ورحنا نفاخر فيه بعضنا بعضا، من منا أجهل من الآخر!.  

“قرّاء اليوم، قادة الغد!” هذا ما قالته “مارجريت فوللر” قبل مائة وستين سنة مضت. القرّاء الذين يقرأون اليوم عن الماضي والحاضر، هم من سيقودون سفينة المستقبل بطموح كبير وأمل أكبر وبإرادة وعلم عظيمين. وقد سئل الفيلسوف الفرنسي فولتير المتوفى سنة 1778 عن من سيقود الجنس البشري؟ فقال “الذين يعرفون كيف يقرأون”، إذن فالقراءة هي أحد المقومات الأسياسية في قيادة العالم، سواء العالم الكلي بجهاته الأربع، أو العالم الجزئي في الدولة أو المحيط المجتمعي الصغير.

لو نظرنا إلى الفوائد الآنية فقط للقراءة، لوجدناها كبيرة وعظيمة، فالبعض يقول أن القراءة تأخذه إلى بلدان لم يكن يحلم بزيارتها، أو أنه لم يسمع بها قط إلا أنه زارها ورأها من خلال قراءته لكتاب يتحدث عنها، وعن شعبها وشوارعها ومبانيها وتاريخها الماضي والحاضر، ويقول الأديب المصري عباس محمود العقاد “كلا، لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني”، إذن فالقراءة ربما تكون حياة أخرى داخل حياتنا التي نعيشها، والتي قد نجعلها بلا حياة أصلا بدون القراءة، فالقراءة تأخذنا إلى عوالم بعيدة وإلى حيوات مديدة، منها نستفيد ونفيد بها من هم حولنا، وتقودنا إلى سواحل الحقيقة التي منها نخاف ونهرب سنينا طوال.

لماذا لا نقرا؟ لأننا نخاف من المجهول دائما، نخاف من المختلفين عنا، نخاف ممن هم أكبر وأعلم منا، نخاف من التغير للأفضل، نخاف أن تسوء حالنا أكثر بالقراءة، نحن بالكاد لا نخاف ظلنا لأنه صورة وليس حرفا، لو كان حرفا لربما صرنا لا نخرج إلا في الظلام خوفا وهربا من قراءة حروف ظلالنا. أمة اقرأ تخاف القراءة.

 

أبو منار

13 فبراير 2016